على إثر تلقّي نتائج امتحان الباكالوريا عبر الارساليات القصيرة، انهمرت دموع التلميذة فاطمة مبارك فقد كان عددها في مادة العلوم التجريبية لا يعكس مستواها ولا يطابق ما كانت تنتظره باعتبارأنها أنجزت الامتحان كأفضل ما يكون وبعد محادثة مع أحد أساتذتها اتصلت بزميلتها في نفس القسم يُسْر حامد والتي تعودت أن تكون الأولى منذ دراستها الابتدائية فوجدتها في حيرة شديدة حيث تحصلت على عدد يساوي 9,25 من 20 ومن المستحيل أن تتصوّر أنّ هذا العدد يوافق ما كتبته على ورقتها حيث أكدت أنها تصورت نتيجة هذا الامتحان هو الأفضل من بين أعدادها وهو ما جعلها تتأكد أنّ شيئا ما قد حصل، اتصلوا بمدير معهدهم ، معهد كركر من ولاية المهدية، وتحولوا إلى الإدارة الجهوية للتربية بالمهدية حيث سجّلوا إشعارا ( عدد " تلاميذ) بالتثبّت في أعداد تلك المادة وبعد إصرار من المترشحين ومساندة من مدير المعهد الذي أكّد التلميذة يسر تلميذة ممتازة ويمكن أن تكون الأولى وطنيا فقامت الجهات المسؤولة بالتثبت في الأعداد ومدى مطابقتها مع ورقة الامتحان فتبيّن أن خطأ قد وقع تنزيل الأعداد حيث تمكن:1- التلميذة الاولى(يُسْر حامد) : كان عدد العلوم 9.25 فاصبح 18.25 و المعدل من 16.28 اصبح 18.40
2- التلميذالثاني يسري زمال: كان عدد العلوم 9 فاصبح 15 و المعدل من 15.68 اصبح 13.55
3- التلميذ الثالث فاطمة مبارك : ناجحة و بعد التثبت اصبح معدلها 13,55
4- التلميذةالرابعة( هديل) : كانت مؤجلة الى دورة المراقبة فأصبحت ناجحة
وهذا ما كاد أن يعصف بأحلام خاصة التلميذة (يسر) في الحصول على توجيه يلبّي رغباتها ويعكس مستواها العلمي، وعلى إثر هذا فتحت وزارة التربية بحثا فتبيّن أن خطأ وقع في تنزيل الأعداد وأرجعت الخطأ الأوّلي إلى إدارة معهد كركر زاعمة أنها أوراق الإمتحان لم تكن مرتبة ترتيبا تصاعديا بعد جمعها في الظرف إثر نهاية الإمتحان وهو ما جعل المسؤولين في مركز التجميع المفتوح بالادارة الجهوية للتربية بسوسة يقعون في الخطإ ومنه فقد أصدرت وزارة التربية اليوم بلاغا تحمّل فيه المسؤولية أوّلا لمدير معهد كركر باعتباره رئيسا لمركز الامتحان ومديرة الادارة الجهوية للتربية بسوسة باعتبارها مسؤولة على مركز التجميع، هذا وقد تمّ إعفاء كل من:
1. إعفاء المندوبة الجهوية للتربية بسوسة.
2. إعفاء رئيس مركز التجميع المعني.
3. إعفاء رئيس مركز الاختبارات الكتابية (مدير معهد كركر).
4. إعفاء المسؤولين عن الكتابة ممن ارتكبوا أخطاء في ترتيب أوراق.
هذا ونشير إلى أن تململا وعدم رضا يقع الآن من طرف أهالي منطقة كركر وخاصة أولياء التلاميذ المعنيين حول إعفاء مدير معهد كركر وعدم الاقتناع بما نسب لإدارة المعهد من تقصير وكيف تفطنوا إلى عدم ترتيب الأوراق حين تسلمها في مركز التجميع؟ ولماذا لم تقع الإشارة لهذا التقصير في حينه؟ ويرى أغلب المتابعين لهذا الملف أن مدير المعهد أقحم في المسؤولية نظرا لأنه ساند تلاميذه بقوّة ووقف معهم لآخر المطاف باعتباره مسؤولا عنهم منذ ترسيمهم في المعهد إلى خروجهم منه.
نحن أيضا نرى أن مسألة ترتيب الأوراق تساعد على سير العمل وعملية التثبت في كل مراحل الاصلاح وإن ثبت الاخلال بها تبقى مسألة شكلية يمكن التفطن لها وتصويبها. وباعتبار أننا نعرف السيّد حامد مدير معهد كركر معرفة شخصية وأنه أدار هذا المعهد بكفاية لسنوات عديدة بل أنه ارتقي بترتيبه جهويا من المرتبة الأخيرة إلى مراتب متقدمة جدّا أحيانا ومنه فإننا نتضامن معه ونطلب رفع الظلم عنه.
متضامن
ردحذف